ما لا تعرفه عن اكتشاف انتاركتيكا
أمريكا الجنوبية || القارة اللاتينية
ريم خالد
2024-08-19
6867
ما لا تعرفه عن اكتشاف انتاركتيكا
تعد القارة القطبية الجنوبية المعروفة باسم أنتاركتيكا، إحدى أكثر المناطق غموضًا وتحديًا على وجه الأرض، حيث تم اكتشاف انتاركتيكا في أوائل القرن التاسع عشر في عام 1895 م، وأصبحت قارة أنتاركتيكا محور اهتمام العلماء والمستكشفين من جميع أنحاء العالم، تفرد هذه القارة ببيئة شديدة البرودة ومناظر طبيعية نائية، وتنوع حيوي محدود، مما جعلها ميدانًا فريدًا للأبحاث العلمية والمغامرات الاستكشافية، وتعتبر الرحلات إلى أنتاركتيكا مغامرة رائعة للغاية تحمل في طياتها وعدًا بفهم أعمق لكوكبنا وتاريخه الجيولوجي والمناخي، إن اكتشاف أنتاركتيكا لم يكن مجرد إنجاز جغرافي بل كان أيضًا بداية لفصل جديد في العلم والبحث، حيث وفرت هذه القارة أرضية خصبة لدراسة التغيرات المناخية ودورة الحياة في البيئات القاسية وكل هذا وأكثر سوف تتعرف عليه اليوم من خلال السطور القادمة.
يعد اكتشاف انتاركتيكا من أهم الأحداث في تاريخ الاستكشاف الجغرافي في العالم، حيث كانت القارة قبل اكتشافها مجرد أسطورة تداولها البحارة والمستكشفين لعدة قرون، لأنهم كانوا يعتقدون وجود قارة ضخمة في الجنوب تحافظ على توازن الأرض، ولكن في عام 1820 تم تسجيل أول رؤية مؤكدة لأنتاركتيكا عندما شاهدوها البحارة من عدة بعثات، مثل البحارة الروسية بقيادة فابيان غوتليب فون والأمريكية بقيادة ناثانيل بالمر، يعتبر أول من اكتشف قارة أنتاركتيكا هو الرجل الإنجليزي الذي جاء من "يوركشاير" ويدعى "جيمس كوك".
لذلك أصبحت أنتاركتيكا رمزًا للصمود البشري أمام تحديات الطبيعة وميدانًا للأبحاث التي قد تحمل مفتاح حل بعض أعظم الأسئلة العلمية في عصرنا، حيث أن الاكتشافات المستمرة في هذه القارة الباردة تُسلط الضوء على أهمية الحفاظ عليها لأنها محمية طبيعية خالية من التدخلات البشرية، حيث يجتمع المجتمع العلمي العالمي للعمل سويًا لحماية هذا الكنز.
تعتبر قارة أنتاركتيكا اليوم من أهم مراكز الأبحاث العلمية الدولية، حيث يأتي العلماء من جميع أنحاء العالم لدراسة تأثير التغيرات المناخية وفهم تاريخ الأرض من خلال طبقات الجليد العميقة الموجودة خلف الجدار الجليدي في أنتاركتيكا، ورغم الظروف البيئية القاسية فإن القارة تحتضن حياة برية فريدة تشمل طيور البطريق والحيتان والفقمات.
تعد قارة أنتاركتيكا خالية من السكان تماماً، لأنها تمر بظروف الطقس القاسية فهي تعد من أكثر المناطق برودة في العالم، حيث يعيش سكان قارة أنتاركتيكا في عدد من المحطات العلمية التي تديرها دول مختلفة، ويمكن أن يعيش بها عدد صغير من الباحثين بشكل مؤقت، كما أن عدد هؤلاء الباحثين يختلف حسب فصول السنة، حيث أن في فصل الصيف يصل عددهم من 1000 إلى 4000 او 5000 الاف شخص، أما في الشتاء ينخفض عددهم بشكل كبير للغاية يصل عددهم من 100 إلى 500 شخص ويقيمون في محطات بحثية مجهزة بطريقة خاصة لهم تتحمل الظروف المناخية القاسية، كما أنهم يعملون على دراسة موضوعات متنوعة مثل المناخ، الجيولوجيا، علم الأحياء، والفلك.
يقوم سكان قارة أنتاركتيكا بممارسة الرياضة داخل المحطات مختلفة، حيث توفر لهم صالات رياضية صغيرة وبعض الأنشطة الخارجية المحدودة مثل التزلج على الجليد.
يقوم عدد من سكان أنتاركتيكا بتصوير المناظر الطبيعية الخلابة، مثل الجبال الجليدية والشفق القطبي، كتسليه والتوثيق لتجربتهم المميزة.
يقضي سكان القطب الجنوبي أوقات فراغهم في القراءة، مشاهدة الأفلام، أو اللعب بالألعاب اللوحية، مما يساعدهم على الترفيه والاستمتاع بأوقاتهم.
تعتبر قارة أنتاركتيكا أو "القارة القطبية الجنوبية" خامس أكبر قارة في العالم من حيث المساحة فهي تبلغ 14,2 مليون كيلومتر مربع وتعد الأكثر برودة وجفافًا، حيث أنها تقع في أقصى جنوب الكرة الأرضية وتغطيها تقريبًا بالكامل طبقة سميكة من الجليد، كما أن الدول التي لها وجود في قارة أنتاركتيكا ليست دولًا مستقلة بها، ولكنها دول تدير بمجموعة من بالأراضي بها، وهذا كان بناءً على معاهدات واتفاقيات دولية وخاصة قامت في "معاهدة أنتاركتيكا"، ومن هذه الدول:
تختلف القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) حيث أنها ليست مثل القارات الأخرى، فهي لا توجد بها دول مستقلة أو عواصم مثل جميع القارات ، لأنها مغطاة بالجليد بالكامل تقريبًا، وهي مخصصة للأبحاث العلمية والتعاون الدولي بناءً على "معاهدة أنتاركتيكا" التي تمنع إقامة دول دائمة في القارة، ولكنها توفر محطات مختلفة بدلاً من الدول والعواصم، حيث توجد في أنتاركتيكا محطات بحث علمي يديرها علماء من دول مختلفة، بعض هذه المحطات تكون مأهولة بشكل دائم طوال العام بينما بعضها الآخر يكون مأهولًا فقط خلال الصيف.
محطة كونكورديا ( تعمل طوال العام)
حين تم اكتشاف انتاركتيكا وجدت الكثير من العجائب المذهلة والتي حيرت العلماء، حيث تعد القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا"، مليئة بالعجائب الطبيعية والظواهر الفريدة، التي سنتعرف عليها معنا.
تحتوي قارة أنتاركتيكا على 90% تقريباً من الجليد في العالم و70% من المياه العذبة، كما أن سمك الجليد يمكن أن يصل إلى أكثر من 4 كيلومترات في بعض الأماكن.
توجد تحت الجليد السميك في أنتاركتيكا بحيرات مائية كبيرة، مثل بحيرة فوستوك، حيث كانت هذه البحيرات معزولة عن السطح لملايين السنين، مما يجعلها موضع اهتمام كبير للعلماء الذين يدرسون الأبحاث.
تعتبر وديان ماكموردو الجافة من أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض، و والتي لم تتعرض للأمطار منذ ملايين السنين، حيث أن التكوينات الصخرية والبقايا المتجمدة تعطيها مظهرًا يشبه سطح المريخ.
تحتوي جزيرة ديسبشن على بركان نشط، كما أن من عجائب هذه الجزيرة هو أنها تضم خليجًا طبيعيًا مليئًا بالمياه الساخنة، مما يسمح للناس بالسباحة في مياه دافئة وسط القارة المتجمدة.
تعد هذه العجائب هي التي تجعل اكتشاف انتاركتيكا من أكثر الاكتشافات المميزة في العالم، لأنها واحدة من أكثر الأماكن إثارةً وغموضًا على كوكب الأرض، حيث يجتمع فيها الجمال الطبيعي مع الأبحاث العلمية الرائدة.
يوجد خلف الجدار الجليدي في أنتاركتيكا مجموعة مختلفة من التشكيلات الجغرافية وبحيرات وأنهار تحت الجليد كما أنه أكتشف أيضًا في أنتاركتيكا وجود بقايا أحياء وأثار قديمة للغاية منذ الآلاف السنين.
تعد قارة أنتاركتيكا من أكثر القارات التي تكون شديدة البرودة فهي لا يعيش بها بشر، يمكن أن يأتي إليها مجموعة من العلماء في كل عام من فصل الصيف قد يصل عددهم من 1000 إلى 4000 الآف شخص.
و في نهاية المقال نتمنى أن نكون قد وفرنا جميع المعلومات التي تحتاج لها، حيث يظل اكتشاف انتاركتيكا وإنجازات المستكشفين الذين خاضوا غمارها، شاهداً على قدرة الإنسان على تجاوز الصعاب، ورغبته الدائمة في اكتشاف المجهول، يعتبر هذا الإنجاز لا يمثل فقط لحظة فارقة في تاريخ الاستكشاف البشري بل أنه أيضًا أهمية التعاون الدولي في فهم كوكبنا والحفاظ عليه من أجل الأجيال القادمة، إن استكشاف أنتاركتيكا هو دعوة مستمرة لاستكشاف عوالم جديدة داخل كوكبنا، وإبقاء روح المغامرة والاكتشاف حية في قلوب البشر.
أقرا ايضا